‏إظهار الرسائل ذات التسميات بيت القصيد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بيت القصيد. إظهار كافة الرسائل

السبت، 28 أبريل 2012

مضحكة مبكية معركة العروبة



مضحكة مبكية معركة العروبة 
فلا النصال انكسرت على النصال 
ولا الرجال نازلوا الرجال 
ولا رأينا مرة آشور بانيبال 
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ 
اهرام من النعال !! 
*** *** *** ***
من الذى ينقذنا من حالة الفصام؟ 
من الذى يقنعنا بأننا لم نهزم؟ 
ونحن كل ليلة 
نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا... 
يشحذ من خنادق العداء 
(ساندويشة) 
وينحنى .. كى يلثم الأقدام !! 
*** *** *** *** 
لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام 
جميع ما يمر فى حياتنا 
ليس سوى أفلام 
زواجنا مرتجل 
وحبنا مرتجل 
كما يكون الحب فى بداية الأفلام 
وموتنا مقرر 
كما يكون الموت فى نهاية الأفلام !! 
*** *** *** ***
لم ننتصر يوما على ذبابة 
لكنها تجارة الأوهام 
فخالد وطارق وحمزة 
وعقبة بن نافع 
والزبير والقعقاع والصمصام 
مكدسون كلهم.. فى علب الأفلام 
*** *** *** ***

هزيمة .. وراءها هزيمة 
كيف لنا أن نربح الحرب 
إذا كان الذين! مثلوا 
صوروا .. وأخرجوا 
تعلموا القتال فى وزارة الاعلام !! 
*** *** *** ***
فى كل عشرين سنة 
يأتى إلينا حاكم بأمره 
ليحبس السماء فى قارورة 
ويأخذ الشمس الى منصة الاعدام! 
*** *** *** ***
فى كل عشرين سنة 
يأتى إلينا نرجسى عاشق لذاته 
ليدعى بأنه المهدى .. والمنقذ 
والنقى .. والتقى.. والقوى 
والواحد .. والخالد 
ليرهن البلاد والعباد والتراث 
والثروات والأنهار 
والأشجار والثمار 
والذكور والاناث 
والأمواج والبحر 
على طاولة القمار.. 
فى كل عشرين سنة 
يأتى إلينا رجل معقد 
يحمل فى جيوبه أصابع الألغام 
*** *** *** *** 
ليس جديدا خوفنا 
فالخوف كان دائما صديقنا 
من يوم كنا نطفة 
فى داخل الأرحام 
*** *** *** *** 
هل النظام فى الأساس قاتل؟ 
أم نحن مسؤولون 
عن صناعة النظام ؟ 
*** *** *** ***

ان رضى الكاتب أن يكون مرة .. دجاجة 
تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام 
فاقرأ على الكتابة السلام !! 
*** *** *** ***
للأدباء عندنا نقابة رسمية 
تشبه فى شكلها 
نقابة الأغنام !! 
*** *** *** *** 
ثم ملوك أكلوا نساءهم 
فى سالف الأيام 
لكنما الملوك فى بلادنا 
تعودوا أن يأكلوا الأقلام 
*** *** *** *** 
مات ابن خلدون الذى نعرفه 
وأصبح التاريخ فى أعماقنا 
اشارة استفهام !! 
*** *** *** *** 
هم يقطعون النخل فى بلادنا 
ليزرعوا مكانه 
للسيد الرئيس غابات من الأصنام !! 
*** *** *** *** 
لم يطلب الخالق من عباده 
أن ينحتوا له 
مليون تمثال من الرخام !! 
*** *** *** *** 
تقاطعت فى لحمنا خناجر العروبة 
واشتبك الاسلام بالاسلام 
*** *** *** *** 
بعد أسابيع من الابحار فى مراكب الكلام 
لم يبق فى قاموسنا الحربى 
إلا الجلد والعظام 
*** *** *** *** 
طائرة الفانتوم 
تنقض على رؤسنا 
مقتلنا يكمن فى لساننا 
فكم دفعنا غاليا ضربة الكلام 
*** *** *** *** 
قد دخل القائد بعد نصره 
لغرفة الحمام 
ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتام !! 
*** *** *** *** 
نموت مجانا كما الذباب فى افريقيا 
نموت كالذباب 
ويدخل الموت علينا ضاحكا 
ويقفل الأبواب 
نموت بالجملة فى فراشنا 
ويرفض المسؤول عن ثلاجة الموتى 
بأن يفصل الأسباب 
نموت .. فى حرب الشائعات 
وفى حرب الاذاعات 
وفى حرب التشابيه 
وفى حرب الكنايات 
وفى خديعة السراب 
نموت.. مقهورين .. منبوذين 
ملعونين .. منسيين كالكلاب 
والقائد السادى فى مخبئه 
يفلسف الخراب !!! 
*** *** *** *** 
فى كل عشرين سنة 
يجيئنا مهيار 
يحمل فى يمينه الشمس 
وفى شماله النهار 
ويرسم الجنات فى خيالنا 
وينزل الأمطار 
وفجأة.. يحتل جيش الروم كبرياءنا 
وتسقط الأسوار !! 
*** *** *** *** 
فى كل عشرين سنة 
يأتى امرؤ القيس على حصانه 
يبحث عن ملك من الغبار 
*** *** *** *** 
أصواتنا مكتومة .. شفاهنا مكتومة 
شعوبنا ليست سوى أسفار 
ان الجنون وحده 
يصنع فى بلاطنا القرار 
*** *** *** *** 
نكذب فى قراءة التاريخ 
نكذب فى قراءة الأخبار 
ونقلب الهزيمة الكبرى 
الى انتصار !! 
*** *** *** *** 
يا وطنى الغارق فى دمائه 
يا أيها المطعون فى ابائه 
مدينة مدينة 
نافذة نافذة 
غمامة غمامة 
حمامة حمامة

نزار قباني

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

مواطنون دونما وطن




مواطنون دونما وطن

مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن

مسافرون دون أوراق..وموتى دونما كفن

نحن بغايا العصر

كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن

نحن جوارى القصر

يرسلوننا من حجرة لحجرة

من قبضة لقبضة 


من مالك لمالك

ومن وثن إلى وثن

نركض كالكلاب كل ليلة

من عدن لطنجة

ومن عدن الى طنجة

نبحث عن قبيلة تقبلنا

نبحث عن ستارة تسترنا

وعن سكن

وحولنا أولادنا احدودبت ظهورهم وشاخوا

وهم يفتشون في المعاجم القديمة

عن جنة نظيرة

عن كذبة كبيرة... كبيرة

تدعى الوطن



مواطنون نحن فى مدائن البكاء

قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء 

حنطتنا معجونة بلحم كربلاء

طعامنا..شرابنا

عاداتنا..راياتنا

زهورنا..قبورنا

جلودنا مختومة بختم كربلاء

لا أحد يعرفنا فى هذه الصحراء

لا نخلة..ولا ناقة

لا وتد..ولا حجر 

لا هند..لا عفراء

أوراقنا مريبة

أفكارنا غريبة

أسماؤنا لا تشبه الأسماء

فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا

ولا الذين يشربون الدمع والشقاء




معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا 

معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا

معتقلون داخل الحزن..وأحلى ما بنا أحزاننا

مراقبون نحن فى المقهى..وفى البيت

وفى أرحام أمهاتنا

حيث تلفتنا وجدنا المخبر السرى فى انتظارنا

يشرب من قهوتنا 

ينام فى فراشنا

يعبث فى بريدنا

ينكش فى أوراقنا

يدخل فى أنوفنا

يخرج من سعالنا

لساننا..مقطوع

ورأسنا..مقطوع

وخبزنا مبلل بالخوف والدموع

إذا تظلمنا إلى حامى الحمى قيل لنا: ممنوع

وإذا تضرعنا إلى رب السما قيل لنا: ممنوع

وإن هتفنا..يا رسول الله كن فى عوننا

يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع

وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة

أو نكتب الوصية الأخيرة قبيل أن نموت شنقاً

غيروا الموضوع





يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية


يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية


لا أحد من مضر..أو من بنى ثقيف 


أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف


زجاجة من دمه و بوله الشريف


لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة





أهداك يوماً معطفاً أو قبعة


يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف


مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا


مهجرون من أمانينا وذكرياتنا


عيوننا تخاف من أصواتنا


حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق فى عروقهم


ونحن نسل الجارية


لا سادة الحجاز يعرفوننا..ولا رعاع البادية


ولا أبو الطيب يستضيفنا..ولا أبو العتاهية 


إذا مضى طاغية


سلمنا لطاغية



مهاجرون نحن من مرافئ التعب


لا أحد يريدنا


من بحر بيروت إلى بحر العرب


لا الفاطميون..ولا القرامطة


ولا المماليك…ولا البرامكة 


ولا الشياطين..ولا الملائكة


لا أحد يريدنا


لا أحد يقرؤنا


فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب


لا أحد يقرؤنا


فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب





مسافرون نحن فى سفينة الأحزان


قائدنا مرتزق


وشيخنا قرصان


مكومون داخل الأقفاص كالجرذان


لا مرفأ يقبلنا


لا حانة تقبلنا


كل الجوازات التى نحملها


أصدرها الشيطان


كل الكتابات التى نكتبها


لا تعجب السلطان




مسافرون خارج الزمان والمكان


مسافرون ضيعوا نقودهم..وضيعوا هم


ضيعوا أبناءهم..وضيعوا أسماءهم..وضيعوا إنتماءهم..


وضيعوا الإحساس بالأمان


فلا بنو هاشم يعرفوننا..ولا بنو قحطان


ولا بنو ربيعة..ولا بنو شيبان


ولا بنو لينين يعرفوننا..ولا بنو ريجان


يا وطنى..كل العصافير لها منازل


إلا العصافير التى تحترف الحرية


فهى تموت خارج الأوطان




 الكبير دائما كبير..  شكرا نزار قباني