الاثنين، 20 مايو 2013

مبارك آل زعير سيرة مواطن صالح





من هو مبارك آل زعير ؟
- كاتب وأكاديمي سعودي.
- حاصل على ماجستير الصحافة الإلكترونية من جامعة الملك سعود في الرياض.
- حاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث – الرواية من جامعة الإمام محمد بن سعود – كلية اللغة العربية.
- أستاذ مساعد في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
لمحات من حياته :

كان للدكتور مبارك آل زعير صفحة مبكرة من التعامل مع الاعتقال، ففي عام 1997 وأثناء اعتقال والده د. سعيد بن زعير الذي استمر 9 سنوات دون محاكمة، حيث وقع 13 من أهالي المعتقلين طلبا للإفراج عن ذويهم، وسلموه للشيخ ابن باز -رحمه الله- الذي أوصله لوزير الداخلية متشفعا، فاستدعي الموقعون وأجبروا على توقيع تعهد بعدم المطالبة لاحقا!

وهو الأمر الذي رفضه (الشاب) مبارك، فهدد بالاعتقال! فتم التراضي على صيغة أقل قمعا ، إلا أن الوزارة استدعته بعد أيام لتجبره على تعهد بعدم السؤال عن والده لاحقا!
وقد اعتقل الدكتور مبارك عام 2004 إثر مشاركته في برنامج حواري بقناة الجزيرة حول (جماعات العنف) طالب فيه بجرأة أن تقوم مؤسسات الدولة بدور فعال في مواجهة العنف، وألا تكتفي بالمواجهة المسلحة وحدها. وطالب بضرورة المواجهة الموضوعية لظاهرة العنف (لتبديدها واجتثاثها) ، وحذر من أن (يطول أمد العنف واستمرار ملاحقته) . فاعتقل فور انتهاء مشاركته، واتهم بإثارة الفتنة بين المواطنين ضد ولي الأمر! ونشر أفكار الجماعات الإرهابية!

وصدر ضده حكم قضائي بالسجن 10 أشهر!

وبعد الإفراج عنه تم إبعاده عن مهنة التدريس، وأوقف مرتبه الشهري، وصدر قرار بتحويله لأعمال إدارية بعيدا عن الجمهور!
ونشط الدكتور مبارك في التواصل مع الفعاليات الواعية في مجال قضايا الإصلاح، وأحس بأن المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة ولا بد من أداء واجبه الوطني ، وحدد نشاطه في (الحقوق العامة للمواطنين) كالحق في العمل العام وإنشاء جمعيات المحتمع المدني، إضافة إلى السعي في مجال حقوق المعتقلين .
وفي عام 2006 عمل مع مجموعة من المثقفين على صياغة (رؤية) نقدية لمشروع (الجمعيات الأهلية) الذي يتداوله مجلس الشورى آنذاك، وقد أنجزت مجموعة المثقفين صياغة تلك الرؤية وتم تسليمها لمجلس الشورى وجرى التواصل مع عدد من الأعضاء،  مما أحدث أثرا جيدا تآزر مع المقالات التي نشرتها الصحف حينذاك.
وقد ترافق الدكتور مبارك بن زعير، والشيخ سليمان الرشودي، والدكتور عبدالله الحامد لحضور جلسة مجلس الشورى التي ناقشت مشروع (نظام الجمعيات الأهلية) وفيها صوت الأعضاء ضد المشروع، ومن يومها مات نظام الجمعيات!
وفي العام ذاته انضم الدكتور مبارك لمجموعة العمل التي رفعت لخادم الحرمين الشريفين طلبا بالسماح بوقفة سلمية مناصرة لأهل غزة ولبنان إثر القصف الصهيوني الغادر عام 2006 ، وقد استدعت وزارة الداخلية (العشرة الموقعين على الطلب ) وللمصادفة فقد كانوا هم (معتقلي جدة) الشيخ سليمان الرشودي، د. موسى القرني، د. عبدالرحمن الشميري، المحامي عصام بصراوي، د. عبدالعزيز الخريجي،  إضافة إلى د. مبارك بن زعير، و د. عبدالله الحامد.
وقد قابل وزير الداخلية بعض من تم استدعاؤهم، وأوكل مهمة البقية لرئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الذي طلب من نخبة الأساتذة والمحامين أن يلتزموا الصمت عن الشأن العام، وأن ولي الأمر أعرف وأدرى بالمصلحة! وهدد من يعاود ذلك النشاط بالعقوبة!
وكانت مجموعة المثقفين والمحامين تنشط مع كثير من المهتمين بقضايا الحقوق والإصلاح وتبحث عن سبل معالجة الخلل على الصعيد الحقوقي ومشكلات الفساد والاستبداد.
ومن جهة أخرى فقد كان الدكتور مبارك على وعي بمشكلة الفساد الإداري والسياسي، وكتب حول ذلك مقالا، وأعد ورقة بحثية، كما نشط مع عدد من المثقفين لبذل الجهد في هذا المجال، فأنشأ مع رفاقه د. محمد العبدالكريم، والصحفي نواف القديمي، والباحث عبدالله المالكي مجموعة عمل أطلقوا عليها اسم ( مواطنون ضد الفساد) وضعوا لها صفحة في الفيسبوك، تابعت عددا من قضايا الفساد المالي في السعودية، وكان ذلك في أعقاب كارثة جدة الأولى عام 2009 أصدرت عدة مواد .

وفي هذا الصدد كتب مقالا ، وأجري معه لقاء حول حملة (مواطنون ضد الفساد) .

وفي إطار اهتمامه بالحملات الإعلامية أطلق مع بعض زملائه حملة لمواجهة الفساد والتلوث في الغذاء، وخصوصا سقي المزروعات بمياه ملوثة ، وقد أجرت معه صحيفة عناوين الإلكترونية لقاء شرح فيه أهداف الحملة وتأثير الإعلام الجديد في طرح القضايا الوطنية.
وقد عرف عن الدكتور مبارك علاقاته بالناشطين والمثقفين ذوي الاهتمام الوطني في عدة مناطق بالمملكة، وإدراكه لأهمية التواصل لتحقيق المصالح الوطنية .

ونظرا لذلك فقد حرص على تأييد عدد من البيانات الإصلاحية والتوقيع عليها، وكان من آخرها توقيعه قبيل اعتقاله على بيان (دولة الحقوق والمؤسسات)، و(نداء وطني من أجل الإصلاح) اللذين انبثقا من مجموعتين تمثلان تنوعا فكريا، ويجمعهما التوافق على المصلحة الوطنية.

وفي مجال حقوق المعتقلين كتب الدكتور مبارك عام 2007 ورقة في حقوق المتهم التي تضمنها نظام الإجراءات الجزائية، وصنف الحقوق التي كفلها النظام في أبواب حسب مراحل الإجراء.

وعلى الجانب العملي عرف عن الدكتور مبارك تفاعله مع ذوي الموقوفين بتقديم العون والاستشارات فيما يخص الجوانب القانونية، رغم الإقرار واليقين بأن الأنظمة لدينا تعاني أشد حالات التجاهل والازدراء .

ومن اللافت في مسيرته العلمية أنه نال شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث، ويعمل أستاذا جامعيا (موقوفا عن التدريس منذ 7 سنوات) إلا أنه وبعد حصوله على الدكتوراه فقد سجل بجامعة القاهرة لدراسة الحقوق وأتم عدة فصول دراسية.

وفي تخصص الإعلام فقد سجل بجامعة الملك سعود ولايزال منتظما في برنامج ماجستير الصحافة الإلكترونية ، وقد نشر موقع الجزيرة نت بحثا للدكتور مبارك بعنوان ( صحافة المواطن والمسؤولية الاجتماعية) .

كما أجرت القناة الثقافية السعودية قبل أشهر لقاء  على الهواء معه حول صحافة المواطن والإعلام الجديد.
وفي صعيد آخر فقد كان الدكتور مبارك بن زعير ضيفا على برنامج (عين على الديمقراطية) بقناة الحرة، تحدث فيه مع ضيوف عرب وأمريكان عن الصور الذهنية المتبادلة بين العرب والغرب، وذلك في ذكرى 11 سبتمبر الماضية.
وفي يوم الاثنين 4/16/ 1432 هـ / 20/3/2011 تم اعتقال الدكتور مبارك آل زعير بعد يوم من لقائه بالأمير محمد بن نايف وحديثه عن ملف المعتقلين خارج وزارة الداخلية،  ولا زال معتقلًا حتى هذه اللحظة  ..
ويبدو أن هناك جانب شفاف ورهيف لدى الدكتور مبارك حيث شاركتنا والدته سارة آل زعير عبر صفحتها على الفيس بوك، ببعض قصائدة التي يلقيها على مسامعها حينما تحادثه من سجنه بالملز، حيث كانت آخر قصيدة له مليئة بالشجن، ومتغنية بحب الأم ، ومليئة بالأمل بالله حيث يقول فيها :

صباحك أيها الوجه الصبوح * يباركه الشعاع إذا يلوح

و يا ضوء الصباح الآن زرها * لتعرف حينها أين المليح
و ليت النور حين يزور أمي * أرافقه لتندمل القروح
قروح القلب في صدري أنين * من البعد الأليم غدت تنوح
و لكن حين تغلبني هموم * يهل علي ذكرك و يبوح
فيا أماه أنت شفاء قلبي * و بسمة ثغرك الوضاح روح
و مهما اشتدت الأيام ضيقاً * فإن العسر يغدو و يروح
كان آخر ما كتب :


المصدر مدونة: تنفُس ليس ااكثر
http://nofah.com/wordpress/

ليست هناك تعليقات: