رسالة الى العاطلين والعاطلات في السعودية

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى المعطلين و المعطلات عن العمل إن الله جلت قدرته حين خلق الأرض بارك فيها ، وقدر أقواتها ، واستودع في بطنها من الثمرات ما يكفي لسد حاجات عباده وجعل عليها من الخيرات مايكفي و يحقق الرخاء لخلقه ويكفل لهم الرزق والعيش الوفير وهذا من فضل الله .قال تعالى :(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) فإذا حصل الانسان لقمة العيش بسعيه وكفاحه كان كريما وعزيزا و لا يخضع الا لخالقه ولا يذل الا لرازقه ، والآية الكريمة تشير إلى حث القرآن الكريم على السعي والسير في البر والبحرلتحصيل المال والرزق الطيب والكسب الحلال . ولقد كان منهج الإسلام في هذا المجال فريدا ، فقد جاءت نصوص الكتاب والسنة واعلنت أن العمل واجب على الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه ، وأكدت ان واجب الدولة الإسلامية توفير فرص عمل مناسبة لكل قادر على العمل ، وشددت على حقوق العاملين في الأجر العادل ، والظروف الإنسانية للعمل .

إن الشريعة الإسلامية تفرض على الدولة أن توفر سبل العيش الكريم للفرد وأن تكفل الحاجات الأساسية للمجتمع ، فإن كان الفرد قادرا على العمل فعليها أن تهيء له فرصة العمل المناسبة ، وإن كان عاجزا عنه كفلت له حاجاته الضرورية من بيت مال المسلمين ، فإن قصرت الدولة في هذا الواجب كانت قد تخلت عن أهم وظيفة قامت من أجلها ، وعرضت الناس إلى التسول الذي يبغضه الله ورسوله ، ودفعت بهم إلى ارتكاب جرائم السلب والنهب والسرقة واغتصاب الأموال ، وغيرت بذلك سمة المجتمع الإسلامي الذي أراد الله له أن يؤسس على العدل وكفالة الحق في الحياة الحرة الكريمة . ان نظام الحكم في المادة الثامنة والعشرين منه ذكر أن على الدولة أن تيسر مجالات العمل لكل قادر عليه، وتسن الأنظمة التي تحمي العامل وصاحب العمل ، وهذا مالم يتم تنفيذه ، ونظرا لعدم الشفافية من قبل وزارة العمل و وزارة المالية ومجلس القوى العاملة وصندوق الموارد البشرية وعدم ايضاحهم للأعداد الضخمة للمعطلين والمعطلات في المدن والقرى والهجر والهدف من ذلك هو التعتيم وبقاء المشكلة بدون حل ( فأنتم لستم بعاطلين بل معطلين ومعطلات) كما ان السلطة بتجاهلها لكم تدمر مستقبلكم بحرمانكم من حقوقكم في العمل والكسب الحلال المفروض عليها ايجاده . وليعلم النظام ان جيل اليوم مختلف عن جيل الأمس وعليه ان يعي ان هذا الجيل عليه ضغوط حياتيه ومعيشية ملحة فعليه ايجاد العمل لكم و حالا ولن تتوفرهذه المطالب والحقوق وانتم في بيوتكم . فالحل هو التجمع كل يوم سبت امام جميع مكاتب العمل بجميع المناطق والمحافظات وكل مكان يوجد به مكتب للعمل والصمود والثبات حتى يتم التوظيف و بانتهاء دوام يوم السبت تتم المعاودة في الاسبوع القادم في نفس المكان والزمان حتى يتم توظيفكم او صرف بدل تعطيل عن العمل بمعدل 4000 ريال لتسيير الأمور المعيشية الضرورية والأساسية ، فأنتم لاتطالبون الا بحقوقكم المشروعة وللناس حقوق مسلوبة لابد من المطالبة بها . هذا والله يحفظكم ويرعاكم .

اخوكم

احمد محمد الحيد

رئيس جمعية رعاية الحقوق في بلاد الحرمين